في الوقت الذي لا تزال فيه أصداء المسيرة الرياضية للأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو تملأ الفضاء الإعلامي، عادت للأضواء قضية “الهدف الجدلي” القديم لتحسمها التكنولوجيا بشكل نهائي، بالتزامن مع تواتر أنباء قوية تشير إلى رغبة “الدون” في تعميق جذوره داخل المملكة العربية السعودية عبر بوابة الاستثمار المباشر في نادي النصر.
أديداس تنهي الجدل بحقائق رقمية
بالعودة إلى ملف الهدف الذي شغل الأوساط الرياضية العالمية، وضعت شركة “أديداس” حداً للتكهنات التي رافقت احتساب هدف لزميله برونو فيرنانديز، والذي كان رونالدو قد أكد ملامسته برأسه. البيان الصادر عن الشركة جاء ليقطع الشك باليقين، مستنداً إلى معطيات تقنية دقيقة للغاية لا تقبل التأويل.
وأوضحت الشركة المصنعة لكرة “الرحلة” أن البيانات المستخرجة من الحساسات عالية الدقة (بتردد 500 هرتز) والمثبتة داخل الكرة، أثبتت عدم وجود أي تلامس خارجي من قبل رونالدو لحظة دخول الكرة المرمى. وتعتمد هذه التقنية، المعروفة باسم “الكرة المتصلة” (Connected Ball)، على إرسال بيانات فورية للتطبيقات المختصة، وهو ما جعل الرواية الرسمية تذهب لصالح فيرنانديز، منهية بذلك فصلاً طويلاً من النقاشات الجماهيرية.
من قائد في الميدان إلى شريك في الكيان
بعيداً عن لغة الأرقام التقنية، يبدو أن قائد النصر يتجه لخطوة استثنائية خارج المستطيل الأخضر، حيث تشير التقارير إلى دراسة رونالدو فكرة شراء حصة في نادي النصر، في تحول لافت بمسيرته من لاعب محترف إلى مستثمر وصانع قرار. وتأتي هذه الخطوة لتعكس رؤية بعيدة المدى للنجم البرتغالي الذي يمتلك محفظة استثمارية ضخمة تشمل قطاعات الفندقة والعيادات الطبية والعلامات التجارية العالمية.
ومنذ قدومه إلى العاصمة الرياض، ساهم رونالدو بشكل مباشر في نقلة نوعية لنادي النصر، ليس فقط على الصعيد الفني، بل التسويقي والجماهيري أيضاً، حيث وضع “العالمي” تحت مجهر المتابعة العالمية، وساهم في رفع القيمة السوقية للنادي وجذب رعايات ضخمة.
سابقة تاريخية في الملاعب السعودية
إن تحول لاعب لا يزال يركض في الملعب إلى مالك لجزء من ناديه يمثل سابقة قد تغير مفاهيم العلاقة بين النجوم والأندية، خاصة في ظل الحراك الرياضي الكبير الذي تشهده المملكة. ويرى مراقبون أن رغبة رونالدو في الشراكة تعد خطوة طبيعية لتعزيز التزامه بمشروع النصر، والمساهمة في قيادة النادي نحو آفاق أوسع من موقع المسؤولية.
ورغم غياب التأكيدات الرسمية حتى الآن، إلا أن مجرد طرح الفكرة يعطي مؤشراً واضحاً على أن تأثير “صاروخ ماديرا” سيمتد لسنوات طويلة، حيث يسعى رونالدو لترك بصمة لا تمحى، ليس فقط كأحد أعظم من لمس الكرة، بل كمهندس لمستقبل الكيان الذي يمثله.
